أول حكم بالسجن في إسبانيا بسبب العنصرية في ملاعب كرة القدم
2025-09-30 04:43:22
أصدرت المحاكم الإسبانية حكماً تاريخياً بسجن ثلاثة مشجعين من نادي فالنسيا لمدة 8 أشهر، وذلك بعد إدانتهم بارتكاب إساءات عنصرية ضد اللاعب البرازيلي فينيسيوس جونيور خلال مباراة الفريقين في مايو 2023. ويُعد هذا الحكم سابقة قضائية في إسبانيا، حيث يمثل أول عقوبة بالسجن بسبب جرائم العنصرية داخل الملاعب الرياضية.
ووفقاً لبيان رسمي من رابطة الدوري الإسباني، فقد تمت إدانة المشجعين الثلاثة بسبب حوادث العنصرية التي وقعت في مدرجات ملعب ميستايا، المعقل التقليدي لنادي فالنسيا. بالإضافة إلى العقوبة السجينة، تم منع الأشخاص المحكوم عليهم من دخول أي ملعب لكرة القدم في إسبانيا لمدة عامين، سواء في مباريات الدوري المحلي أو في المسابقات التي تنظم تحت مظلة الاتحاد الإسباني لكرة القدم.
وأشاد خافيير تيباس، رئيس رابطة الدوري الإسباني، بهذا الحكم واصفاً إياه بـ”النبأ العظيم” في معركة مكافحة العنصرية في إسبانيا. وأكد تيباس في تصريحات لوسائل الإعلام أن “هذا الحكم يصحح الخطأ المشين الذي تعرض له فينيسيوس، ويشكل رسالة واضحة لكل من يفكر في ارتكاب أي شكل من أشكال الإساءة في الملاعب”.
من جهته، تعاون نادي فالنسيا بشكل كامل مع الجهات التحقيقية، حيث قام فوراً بطرد المشجعين المتورطين من العضوية في النادي. ويؤكد هذا الموقف التزام الأندية الإسبانية بمواجهة ظاهرة العنصرية في الرياضة، على الرغم من التحديات الكبيرة التي تواجهها في هذا المجال.
ورغم الترحيب بهذا الحكم التاريخي، إلا أن تيباس استدرك بالحديث عن الحاجة إلى تطوير التشريعات الإسبانية، مطالباً بمنح رابطة الدوري صلاحيات أوسع لفرض عقوبات أسرع على حوادث العنصرية. وأوضح أنه “في الوقت الحالي، تقتصر صلاحيات الرابطة على رفع الوقائع إلى الجهات القانونية المختصة، دون أن يكون لها الحق في معاقبة الأندية أو اللاعبين أو الجماهير مباشرة”.
هذا الحكم القضائي يمثل نقطة تحول مهمة في التعامل مع قضايا العنصرية في الرياضة الإسبانية، حيث يرسل رسالة قوية مفادها أن السلطات لن تتهاون في ملاحقة ومعاقبة مرتكبي مثل هذه الأفعال. كما يضع معايير جديدة للتعامل مع حوادث الكراهية والعنف في الملاعب، مما يعزز قيم الاحترام والتنوع في المجتمع الرياضي الإسباني.
ويأتي هذا التطور في وقت تشهد فيه إسبانيا حملة واسعة لمكافحة العنصرية في الرياضة، حيث تسعى الأطراف المعنية إلى خلق بيئة آمنة وشاملة للجميع، بعيداً عن أي تمييز أو إساءة. ويعكس الحكم أيضاً التزام القضاء الإسباني بضمان العدالة والمساواة للجميع، بغض النظر عن الخلفية العرقية أو الإثنية.
