ارتفاع درجات الحرارة يثير مخاوف بشأن بطولة كأس العالم 2026 في أمريكا الشمالية
2025-08-25 03:03:58
أثارت الموجة الحارة الشديدة التي شهدتها كأس العالم للأندية لكرة القدم مؤخراً مخاوف كبيرة بشأن استضافة بطولة كأس العالم 2026 في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك. حيث من المقرر أن تشهد البطولة مشاركة قياسية تبلغ 48 منتخباً وطنياً في ظل ظروف مناخية صعبة خلال فصل الصيف الحار في أمريكا الشمالية.
تحديات المناخ الحار وتأثيرها على البطولة
تواجه 9 من المدن الـ16 المضيفة للحدث ظروفاً مناخية تصنف على أنها “شديدة الخطورة” بالنسبة للمصابين بأمراض مرتبطة بالحرارة. وقد أقر الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بعض الإجراءات الاحترازية مثل فترات الاستراحة لإنعاش الجسم، لكن هذه الإجراءات تبدو غير كافية في مواجهة درجات الحرارة المرتفعة التي تتجاوز 32 درجة مئوية في بعض الأوقات.
شكاوى المدربين واللاعبين
أعرب نيكو كوفاتش، مدرب بروسيا دورتموند، عن استيائه من مواعيد المباريات بعد الظهر التي تعرض اللاعبين لأشعة الشمس المباشرة. جاء ذلك بعد معاناة فريقه من الحرارة الشديدة خلال المباراة التي خسرها 3-2 أمام ريال مدريد في كأس العالم للأندية، والتي أقيمت في الساعة الثالثة بعد الظهر بتوقيت شرق الولايات المتحدة.
وقال كوفاتش: “كان على هؤلاء الرياضيين تقديم أداء مميز، لكن الظروف المناخية الصعبة تؤثر سلباً على مستوى الأداء. سنواجه نفس المشكلة في كأس العالم 2026، ويجب أن نفكر جيداً في صحة وسلامة اللاعبين”.
مطالب بتعديل مواعيد المباريات
طالب المدرب الألماني بتأخير مواعيد انطلاق المباريات لتجنب ساعات الذروة الحارة، مشيراً إلى أن كرة القدم تحتاج إلى أداء عالٍ وحماسي يصعب تحقيقه في ظل درجات الحرارة المرتفعة. وأضاف: “كمتفرج، تريد أن ترى كرة قدم حماسية وهجومية، وهذا يصعب تحقيقه عندما يكون الجو حاراً جداً”.
جهود حماية اللاعبين
من جهته، أعلن الاتحاد الدولي للاعبي كرة القدم المحترفين (FIFPRO) عن نيته البحث عن سبل أفضل لحماية اللاعبين من مخاطر الارتفاع الشديد في درجات الحرارة. وتشمل المقترحات المطروحة:
- تعديل مواعيد المباريات لتكون في ساعات المساء
- زيادة فترات الاستراحة خلال المباريات
- توفير أنظمة تبريد في الملاعب
- مراقبة طبية مكثفة للحالات الصحية للاعبين
مستقبل البطولة في ظل التغير المناخي
تثير هذه التحديات تساؤلات حول جدوى إقامة البطولات الكبرى في فصول الصيف الحارة، خاصة مع تزايد ظاهرة الاحتباس الحراري. ويتوقع خبراء أن تشهد كأس العالم 2026 نقاشات حادة حول تأثير المناخ على أداء الفرق وسلامة اللاعبين، ما قد يدفع المنظمين إلى إعادة النظر في العديد من الترتيبات اللوجستية للحدث.
ختاماً، يبقى السؤال الأهم: هل ستكون إجراءات التكيف مع الحرارة كافية لضبط مستوى المنافسة وحماية صحة اللاعبين في أكبر بطولة كروية على مستوى العالم؟ الوقت وحده كفيل بالإجابة عن هذا التساؤل مع اقتراب موعد البطولة.
